كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 8)

* طريق أخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قالت حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني قال:
حدّثني ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أُمّه أمّ سلمة:
أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - خطب أمَّ سلمة، فقالت: يا رسول الله، إنّه ليس أحد من أوليائي
شاهدًا. فقال: "إنّه ليس أحدٌ من أوليائك شاهدٌ ولا غائبٌ يكره ذلك " فقالت: يا عمر (١)،
زوِّج النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. فتزوّجَها رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "أما إني لا أَنْقُصُكِ
ممَا أعطيْتُ أخواتك رَحَيَين وجرَّةً ومِرْفقةَ أَدَم حشوها ليف " فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم -, يأتيها
ليدخل بها، فإذا رأتْه أخذت زينب ابنتها فجَعَلْتها في حِجرها، فينصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم -،
فعلم بذلك عمّارٌ، وكان أخاها من الرَضاعة، فأتاها فقال: أين هذه المقبوحة المشقوحة
التي قد آذيْتِ بها رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم -. فأخذَها فذهب بها، فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم -, فدخل عليها،
فجعل يضربُ ببصره في نواحي البيت، فقال: "ما فعلت زُنابُ؟ " فقالت: جاء عمّار
فأخذَها فذهب بها، فدخل بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وقال لها: "إن شئت سبَّعْتُ لك، وإن
سبَّعْت لك سبَّعْتُ لنِسائي" (٢).
المشقوحة: المكسورة.
*طريق أخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدّثني محمد بن أبي بكر
عن عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبيه عن أمّ سلمة:
أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لما تزوّجَها أقام عندها ثلاثة أيام، وقال: "إنّه ليس بك على أهلكِ
هوان، وإن شئتِ سبَّعْت لك، وإن سبَّعْتُ لكِ سبَّعْمث لنسائي ".
---------------
(١) وهو ابنها- كما في رواية أبي يعلى.
(٢) المسند ٦/ ٢٩٥. وأدخل معه الحاكم وابن حبان وأبو يعلى حديث وفاة أبي سلمة، وأمرُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّ
سلمة بالاسترجاع: فمن طريق يزيد أخرجه الحاكم ٢/ ١٧٨، وا بن حبّان ٧/ ٢١٢ (٢٩٤٩). ومن طريق
حماد ابن سلمة أخرجه أبو يعلى ١٢/ ٣٣٤ (٦٩٠٧)، وجعله الحاكم في روايته عن ثابت عن عمر بن أبي
سلمة عن أمّه أم سلمة، وصحّح إسناده على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. أما ابن عمر- كما في سائر
الروايات- فسُمّي محمَدًا، وقال عنه ابن حجر: مقبول- التقريب ٢/ ٥٤٢. وسائر رجاله ثقات. وينظر
تخريج محقّقي أبي يعلى وابن حبَّان.

الصفحة 376