كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (اسم الجزء: 8)

(٣٠)

مسند أُمُّ سُلَيم
وهي الرُّميصاء بنت مِلحان بن خالد. أُمُّ أنس بن مالك (١).
(٧١٠١) الحديث الأوَّل: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا يعلى ومحمد قالا: حَدَّثَنَا عثمان
ابن حكيم عن عمرو الأنصاري عن أُمُّ سليم بنت ملحان - وهي أمّ أنس بن مالك قالت:
قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما من مُسْلمَين يموتُ لهما ثلاثةُ أولادٍ لَمْ يبلُغوا الحِنْثَ إلَّا
أدخلهما اللهُ الجنّة بفضل رحمته". قالها ثلاثًا. قلت: يا رسول الله، واثنان؟ قال:
"واثنان" (٢).
(٧١٠٢) الحديث الثاني: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا أبو المغيرة قال: حَدَّثَنَا الأوزاعيّ
قال: حدّثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن جدَته أُمُّ سليم قالت:
كانت مجاورة أمّ سلمة زوج النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت تدخُل عليها، فدخل النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فقالت أمَّ سليم: يا رسول الله، أرأيتَ إذا رأتِ المرأةُ أنَّ زوجَها يجُامِعُها في المنام،
أتغتسل؟ فقالت أُمُّ سلمة: تَرِبَتْ يداك يا أمَّ سُليم، فَضَحْتِ النساء عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
فقالت أُمّ سليم: إنّ الله لا يستحيي من الحقِّ، وإنّا إن نسألِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمّا أشكل علينا
خيرٌ من أن نكونَ منه على عَمياء. فقال النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمّ سلمة: "بل أنت تَرِبَتْ يداك يا أُمُّ
---------------
(١) الآحاد ٦/ ٩٦، ومعرفة الصحابة ٦/ ٣٣٣٣، والاستيعاب ٤/ ٤٣٧، والتهذيب ٨/ ٥٩٦، والإصابة ٤/ ٣٠١.
ولها في الصحيحين أربعة أحاديث: حديث متَّفق عليه، وحديث للبخاري، وحديثان لمسلم -
الجمع (٢٣١).
(٢) المسند ٦/ ٤٣١، ومن طريق عثمان بن حكيم أخرجه الطبراني ٢٥/ ١٢٦ (٣٠٥)، والبخاري في المفرد
١/ ٨١ (١٤٩) وجعل عمرًا: ابن عامر، وصحَّحه الألباني. قال الهيثمي في المجمع ٣/ ٩: وفيه عمرو بن
عاصم الأنصاري، ولم أجد من وثَّقه ولا ضعَّفه، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح. وفي التقريب ١/ ٤٤٤: عمرو
ابن عاصم، ويقال: ابن عامر، الأنصاري المدني، مقبول.
وللحديث شواهد صحيحة، منها ما رواه الشيخان عن أبي سعيد، والبخاري عن أبي هريرة - الجمع
٢/ ٤٤٧ (١٧٦٢)، ٣/ ٢٥٦ (٢٥٦٤) وينظر الأدب المفرد، والمجمع.

الصفحة 76