كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 2)
بِوضُوء، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك الْإِنَاء يَده، وَأمر النَّاس أَن يتوضأوا مِنْهُ.
قَالَ: فَرَأَيْت المَاء يَنْبع من تَحت أَصَابِعه، فَتَوَضَّأ النَّاس، حَتَّى توضأوا من عِنْد آخِرهم.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس:
أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا بِمَاء، فَأتي بقدح رحراح، فَجعل الْقَوْم يتوضأون، فحزرت مَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ، فَجعلت أنظر إِلَى المَاء يَنْبع من بَين أَصَابِعه.
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ:
حضرت الصَّلَاة، فَقَامَ من كَانَ قَرِيبا من الدَّار وَبَقِي قوم، فَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمخضب من حِجَارَة فِيهِ مَاء، فصغر المخضب عَن أَن يبسط فِيهِ كَفه، فَتَوَضَّأ الْقَوْم كلهم، فَقُلْنَا: كم كُنْتُم؟ قَالَ: ثَمَانِينَ وَزِيَادَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن عَن أنس بن مَالك قَالَ:
خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مخارجه، وَمَعَهُ أناسٌ من أَصْحَابه، فَانْطَلقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرت الصَّلَاة فَلم يَجدوا مَاء يتوضأون بِهِ، فَانْطَلق رجلٌ من الْقَوْم، فجَاء بقدح من مَاء يسير، فَأَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَوَضَّأ، ثمَّ مد أَصَابِعه الْأَرْبَع على الْقدح، ثمَّ قَالَ: " قومُوا توضأوا " فَتَوَضَّأ الْقَوْم حَتَّى بلغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ من الْوضُوء، وَكَانُوا سبعين أَو نَحوه.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ:
أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِنَاء وَهُوَ بالزوراء، فَوضع يَده فِي الْإِنَاء، فَجعل يَنْبع من بَين أَصَابِعه. فَتَوَضَّأ
الصفحة 512