كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 2)
وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ إِسْمَاعِيل:
أَخْبرنِي عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة - لَا أعلمهُ إِلَّا عَن أنس قَالَ: لما نزلت: {لن تنالوا الْبر} جَاءَ أَبُو طَلْحَة، ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم ... إِلَى أَن قَالَ: فَهِيَ إِلَى الله عز وَجل وَإِلَى رَسُوله، أَرْجُو بره وذخره فضعها - أَي رَسُول الله - حَيْثُ أَرَاك الله. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بخ يَا أَبَا طَلْحَة، ذَلِك مَال رابحٌ، قبلناه مِنْك، ورددناه عَلَيْك، فاجعله فِي الْأَقْرَبين " فَتصدق بِهِ أَبُو طَلْحَة على ذَوي رَحمَه.
قَالَ: وَكَانَ مِنْهُم أبي وَحسان، قَالَ: فَبَاعَ حسان حِصَّته مِنْهُ من مُعَاوِيَة، فَقيل لَهُ: تبيع صَدَقَة أبي طَلْحَة؟ فَقَالَ: أَلا أبيع صَاعا من تمر بِصَاع من دَرَاهِم؟ قَالَ: وَكَانَت تِلْكَ الحديقة فِي مَوضِع قصر بني حديلة الَّذِي بناه مُعَاوِيَة. وَهَذَا الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ تَعْلِيقا هُوَ من رِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَحده دون الْحميدِي وَأبي إِسْحَق.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ:
لما نزلت هَذِه الْآيَة {لن تنالوا الْبر} قَالَ أَبُو طَلْحَة: أرى رَبنَا يسألنا من أَمْوَالنَا، فأشهدك أَنِّي قد جعلت أرضي بيرحى لله، فَقَالَ: " اجْعَلْهَا فِي قرابتك " قَالَ: فَجَعلهَا فِي حسان بن ثَابت وَأبي بن كَعْب.
1883 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ برد نجراني غليظ الْحَاشِيَة، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جبذةً شَدِيدَة، قَالَ أنس فَنَظَرت إِلَى صفحة عاتق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أثرت بهَا حَاشِيَة الرِّدَاء من شدَّة جبذته ثمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّد، مر لي من مَال الله الَّذِي عنْدك، فَالْتَفت إِلَيْهِ فَضَحِك، ثمَّ أَمر لَهُ بعطاء.
وَفِي حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار عَن إِسْحَق بن عبد الله قَالَ:
ثمَّ جبذه إِلَيْهِ جبذةً رَجَعَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نحر الْأَعرَابِي.
وَفِي حَدِيث همام:
فجاذبه حَتَّى انْشَقَّ الْبرد، حَتَّى بقيت حَاشِيَته فِي عنق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الصفحة 517