كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 2)

وَمن حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس:
أَن رعلاً وذكوان [وَعصيَّة] وَبني لحيان استمدوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عدوٍّ، فَأَمَدَّهُمْ بسبعين من الْأَنْصَار، كُنَّا نسميهم الْقُرَّاء فِي زمانهم، كَانُوا يحتطبون بِالنَّهَارِ، وَيصلونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى إِذا كَانُوا ببئر مَعُونَة قتلوهم وغدروا بهم، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقنت شهرا يَدْعُو فِي الصُّبْح على أَحيَاء من الْعَرَب: على رعلٍ وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان.
قَالَ أنس: فقرأنا فيهم قُرْآنًا، ثمَّ إِن ذَلِك رفع: بلغُوا قَومنَا ... وَذكره.
وَأَخْرَجَا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ:
قلت لأنس: هَل قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صَلَاة؟ قَالَ: نعم بعد الرُّكُوع يَسِيرا.
وَمن حَدِيث أبي مجلز لَاحق بن حميد عَن أنس قَالَ:
قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة الصُّبْح يَدْعُو على رعل وذكوان وَيَقُول: " عصية عَصَتْ الله وَرَسُوله ".
وَلمُسلم من حَدِيث أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك:
أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قنت شهرا بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة الْفجْر يَدْعُو على بني عصية.
وَأَخْرَجَا من حَدِيث عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول عَن أنس قَالَ:
سَأَلته عَن الْقُنُوت: قبل الرُّكُوع أَو بعد الرُّكُوع؟ فَقَالَ: قبل الرُّكُوع. قلت: فَإِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قنت بعد الرُّكُوع. فَقَالَ: إِنَّمَا قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا يَدْعُو على أنَاس قتلوا أُنَاسًا من أَصْحَابه يُقَال لَهُم الْقُرَّاء، زهاء سبعين رجلا. زَاد فِي رِوَايَة ثَابت بن يزِيد عَن عَاصِم: وَكَانَ بَينهم وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد. وَفِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة: أصيبوا يَوْم بِئْر مَعُونَة.

الصفحة 520