كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 4)
إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَده وَلَا أحمدكما، وَلَكِن أَحْمد الله الَّذِي أنزل براءتي، لقد سمعتموه فَمَا أنكرتموه وَلَا غيرتموه.
وَكَانَت عَائِشَة تَقول:
أما زَيْنَب بنت جحش فعصمها الله بدينها، فَلم تقل إِلَّا خيرا. وَأما أُخْتهَا حمْنَة فَهَلَكت فِيمَن هلك، وَكَانَ الَّذِي يتَكَلَّم بِهِ مسطحٌ وَحسان بن ثَابت وَالْمُنَافِق عبد الله بن أبي، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يستوشيه ويجمعه، وَهُوَ الَّذِي تولى كبره مِنْهُم هُوَ وَحمْنَة. قَالَت: فَحلف أَبُو بكر أَلا ينفع مسطحًا بنافعةٍ أبدا، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم وَالسعَة} [النُّور] إِلَى آخر الْآيَة، يَعْنِي أَبَا بكر: {أَن يؤتوا أولي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِين} [النُّور] يَعْنِي مسطحًا، إِلَى قَوْله: {أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم وَالله غَفُور رَحِيم} [النُّور] فَقَالَ أَبُو بكر: بلَى وَالله يَا رَبنَا، إِنَّا نحب أَن تغْفر لنا، وَعَاد لَهُ بِمَا كَانَ يصنع.
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب طرف مِنْهُ:
أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا تشيرون عَليّ فِي قومٍ يسبون أَهلِي، مَا علمت عَلَيْهِم من سوء قطّ ".
وَعَن عُرْوَة:
أَن عَائِشَة لما أخْبرت بِالْأَمر قَالَت: يَا رَسُول الله، أتأذن لي أَن أَنطلق إِلَى أَهلِي؟ فَأذن لَهَا، وَأرْسل مَعهَا الْغُلَام. وَقَالَ رجل من الْأَنْصَار: سُبْحَانَكَ مَا يكون لنا أَن نتكلم بِهَذَا، سُبْحَانَكَ هَذَا بهتانٌ عَظِيم. لم يزدْ.
وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا بِالْإِسْنَادِ بأطول من هَذَا وأوضح، من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب وعلقمة بن وَقاص اللَّيْثِيّ وَعبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة بن مَسْعُود، عَن حَدِيث عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ لَهَا أهل الْإِفْك مَا قَالُوا فبرأها الله مِمَّا قَالُوا. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكلهمْ حَدثنِي طَائِفَة من حَدِيثهَا وَبَعْضهمْ كَانَ أوعى لَهُ من بعض وأثبتهم لَهُ اقتصاصاً، وَقد وعيت عَن كل وَاحِد مِنْهُم الحَدِيث الَّذِي حَدثنِي عَن عَائِشَة وَبَعض حَدِيثهمْ يصدق بَعْضًا. قَالُوا: قَالَت:
الصفحة 118