كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 4)

عَائِشَة مَا قَالَت. فَقَالَ: " اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا مَا شَاءُوا " قَالَ: فاشترتها فأعتقتها، وَاشْترط أَهلهَا ولاءها، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْوَلَاء لمن أعتق، وَإِن اشترطوا مائَة شَرط ".
وَمن حَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن: أَن بَرِيرَة جَاءَت تستعين عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، فَقَالَت لَهَا: إِن أحب أهلك أَن أصب لَهُم ثمنك صبة وَاحِدَة، فأعتقك فعلت. فَذكرت بَرِيرَة ذَلِك لأَهْلهَا، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَن يكون ولاؤك لنا.
فَزَعَمت عمْرَة أَن عَائِشَة ذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " اشتريها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". كَذَا فِي رِوَايَة مَالك عَن يحيى بن سعيد.
وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن يحيى عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت:
أتتها بَرِيرَة تسألها فِي كتَابَتهَا، فَقَالَت:
إِن شِئْت أَعْطَيْت أهلك وَيكون الْوَلَاء لي. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي قَالَ: " ابتاعيها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق " ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر فَقَالَ: " مَا بَال أَقوام يشترطون شُرُوطًا لَيست فِي كتاب الله؟ من اشْترط شرطا لَيْسَ فِي كتاب الله فَلَيْسَ لَهُ، وَإِن اشْترط مائَة شَرط ".
3149 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سفر وَقد سترت سهوةً لي بقرام فِيهِ تماثيل، فَلَمَّا رَآهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هتكه، وتلون وَجهه وَقَالَ: " يَا عَائِشَة، أَشد النَّاس عذَابا عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يضاهون بِخلق الله " قَالَت عَائِشَة: فَجعلنَا مِنْهُ وسَادَة أَو وسادتين.

الصفحة 22