كتاب الجمع بين الصحيحين (اسم الجزء: 4)

وَفِي حَدِيث بكير عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عَائِشَة:
أَنَّهَا نصبت سترا فِيهِ تصاوير، فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَزَعَهُ، قَالَت: فقطعته وسادتين، فَقَالَ رجلٌ فِي الْمجْلس حينئذٍ يُقَال لَهُ ربيعَة بن عَطاء مولى بني زهرَة: أفما سَمِعت أَبَا مُحَمَّد - يَعْنِي أَبَاهُ - يذكر أَن عَائِشَة قَالَت: فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرتفق عَلَيْهِمَا؟ فَقَالَ ابْن الْقَاسِم: لَا. فَقَالَ: لكني قد سمعته - يُرِيد الْقَاسِم بن مُحَمَّد.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت:
دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الْبَيْت قرامٌ فِيهِ صور، فلتون وَجهه، ثمَّ تنَاول السّتْر فهتكه، وَقَالَ " من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يصورون هَذِه الصُّور ".
وَفِي حَدِيث مَنْصُور بن أبي مُزَاحم: ثمَّ قَالَ:
إِن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يشبهون بِخلق الله ".
وَفِي رِوَايَة من قَالَ:
إِن أَشد النَّاس عذَابا ".
وَلَيْسَ لِلزهْرِيِّ عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عبد الله نَافِع مولى ابْن عمر عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة:
أَنَّهَا أخْبرته: أَنَّهَا اشترت نمرقةً فِيهَا تصاوير، فَلَمَّا رَآهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ على الْبَاب فَلم يدْخل، فَعرفت فِي وَجهه الْكَرَاهِيَة. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، أَتُوب إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله، مَاذَا أذنبت؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا بَال هَذِه النمرقة؟ " قَالَت: اشْتَرَيْتهَا لَك لتقعد عَلَيْهَا وتوسدها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن أَصْحَاب هَذِه الصُّور يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُم: أحيوا مَا خلقْتُمْ " وَقَالَ: " إِن الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الصُّور لَا تدخله الْمَلَائِكَة ".

الصفحة 23