كتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

والعذاب كما وصفت لك والدتي، فعبر رجل من الصالحين على قبورنا وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة وجعل ثوابها لنا فقبلها الله عز وجل منه واعتقنا كلنا من تلك العقوبة وذلك العذاب ببركة الرجل الصالح وبلغ نصيبي ما قد رأيته وشاهدته.
وذكر أبو الفرج البغدادي في المطرب قال ذكر في بعض الأخبار إن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أنني جعلت فيك عشرة آلاف سمع حتى سمعت كلامي وعشرة آلاف لسان حتى أجبتني، وأحب ما تكون إلي وأقرب ما تكون أنت مني إذا ذكرتني وصليت على محمد - صلى الله عليه وسلم - قلت وقد عزاه بعضهم لرسالة القشيري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اوحي فلينظر في ذلك. وذكر أبو نعيم الحافظ في الحلية عن كعب قال أوحى الله إلى موسى - صلى الله عليه وسلم - يا موسى لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت من الأرض حبة وذكر أشياء كثيرة إلى أن قال يا موسى أتريد أن أكون أقرب إليك من كلامك إلى لسانك ومن وساوس قلبك إلى قلبك ومن روحك إلى بدنك ومن نور بصرك إلى عينك قال نعم يا رب قال فأكثر من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر صاحب الدر المنظم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أكثركم علي صلاة أقربكم مني غدا لكن لم أقف على سنده ولا من أخرجه، وقد تقدم حديث إبن مسعود، أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة قريباً، ويأتي حديث أنس أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا في الباب الرابع إن شاء الله تعالى.
وذكر العلامة مجد الدين الفيروز أبادي بسنده إلى أبي المظفر السمرقندي قال دخلت يوماً في مغارة كعب فضللت الطريق فإذا أنا بالخضر عليه السلام قد رأيته فقال لي: تجد، أي امش فمشيت معه فظننت فقلت لعله خضر فقلت ما اسمك قال خضر بن انشا أبو العباس ورأيت معه صاحباً فقلت ما اسمك فقال الياس بن بسام فقلت رحمكما الله هل رأيتما محمداً - صلى الله عليه وسلم - قالا نعم قلت بعزة الله وبقدرته لتخبراني شيئاً حتى أروي عنكما فقالا سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما من مؤمن صلى على محمد إلا نضر به قلبه ونوره الله عز وجل.

الصفحة 137