كتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

وناد سلام الله يا قبر أحمد على جسد لم يبل قبل ولا يبلا
تراني أراني عند قبرك واقفاً يناديك عبد ما له غيركم مولى
وتسمع عن قرب صلاتي كمثل ما تبلغ عن بعد صلاة الذي صلى
أناديك يا خير الخلائق والذي به ختم النبيين والرسلا
نبي الهدى لولاك لم يعرف الهدى ولولاك لم نعرف حراماً ولا حلاً
ولولاك لا والله ما كان كائن ولم يخلق الرحمن جزأ ولا كلا
[الثانية في تحقيق قوله ارمت]
الثانية: قوله في الحديث أرمت هو بفتح الهمزة والراء وسكون الميم وفتح التاء المخففة، وزن ضربت قا الخطابي أصله أرمتت أي صرت رميماً فحذفوا إحدى الميمين وهي لغة لبعض العرب كما قالوا ظلت أفعل أي ظللت، في نظائر لذلك كثيرة وقال غيره إنما هو أرمت بفتح الهمزة والراء والميم المشددة وإسكان التاء أي أرمت العظام وقيل أنه يروي بضم الهمزة وكسر الراء وقيل غير ذلك والله أعلم.
[الثالثة في تحقيق مقدار كثرة الصلاة]
الثالثة قوله أكثروا: قال أبو طالب المكي صاحب القوت أقل ذلك ثلاثماية مرة قلت ولم أقف على مستنده في ذلك ويحتمل أن يكون تلقي ذلك عن أحد من الصالحين إما بالتجارب أو بغيره، أو يكون ممن يرى بأن الكثرة أقل ما يحصل بثلاثماية كما حكوا في المتواتر قولاً إن أقل ما يحصل التواتر ثلثماية عشر وبعضه يكون هنا قد الغي الكسر الزائد على المئتين والعلم عند الله تعالى.
[الرابعة كفى بالعبد شرفاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله]
الرابعة كفى بالعبد شرفاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد قيل في هذا المعنى:
ومن خطرت منه ببالك خطرة حقيق بأن يسمو وأن يتقدما

الصفحة 169