كتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

حاجب المنصور قال لما استقرت الخلافة لأبي جعفر المنصور قال لي يا ربيع أبعث إلى جعفر ابن محمد يعني الصادق من يأتيني به ثم قال لي بعد ساعة ألم أقل لك إن تبعث لي جعفر بن محمد فو الله لتأتيني به وإلا قتلتك فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام معي فلما دنونا من الباب قام يحرك شفتيه ثم دخل فيلم عليه فلم يرد عليه فوقف فلم يجلسه قال ثم رفع رأسه إليه فقال يا جعفر أنت الذي آليت علينا وأكثرت وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به فقال جعفر حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش إلا فليقم من كان أجره على الله تعالى فلا يقوم إلا ن عفا عن أخيه فما زال يقول حتى سكن ما به ولأن له فقال أجلس أبا عبد الله أرتفع أبا عبد الله ثم دعا بمدهن غالية فجعل يخلقه بيده والغالية تقطر من بيم أنامل أمير المؤمنين ثم قال أنصرف أبا عبد الله في حفظ الله وقال لي يا ربيع أتبع أبا عبد الله جائزته وأضعف له قال فخرجت فقلت أبا عبد الله تعلم محبتي لك قال نعم أنت يا ربيع منا حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال مولى القوم من أنفيهم فقلت يا أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد وسمعت ما لم تسمع وقد دخلت عليه ورأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه أو شيئاً تؤثره عن آبائك الطيبين قال بلى حدثني أبي عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء اللهم أحرسني بعينك التي لا تنام وأكنفني بركتك التلا لا ترام وأرحمنى بقدرتك علي فلا أهلك وأنت رجائي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري وكم من بلية أبليتني بها قل لك بها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني يا ذا المعروف الذي لا ينقضي ابداً ويا ذا النعماء التي لا تحصى عدداً اسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وبك ادرأ في نحور الأعداء والجبارتي اللهم اعني على ديني بالدنيا وعلى آخرتي بالتقوى وأحقظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفيي فيما خطرته علي يا من لا تضره الذنوب ولا ينقصه العفو هب لي ما لا ينقصك وأغفر لي ما لا يضرك أنك أنت الوهاب اسألأك فرجاً قريباً وصبراُ جميلاً ورزقاً واسعاً والعافية من البلايا وشكر العافية. وفي رواية

الصفحة 233