كتاب جدد حياتك

إن المؤلف لا يعرف الإسلام ولو عرفه لنقل منه دلائل تشهد للحقائق التى قررها أضعاف ما نقل من أى مصدر آخر.
إن الفطرة السليمة سجلت وصاياها فى هذا الكتاب بعد تجارب واختبارات، وما انتهت من تسجيله جاء صورة أخرى للحكم التى جرت على لسان النبى العربى الكريم محمد بن عبد الله منذ قرون.
وبذلك اتفق وحى التجربة ووحى السماء.
وسيرى القارئ مدى الصحة أو الوهم فى هذا القول الذى نقول.
وخطتى فى هذا الكتاب أن أعرض الإسلام نفسه فى حشدين متمايزين: الأول من نصوصه نفسها، والآخر من النقول التى تظاهرها فى كتابات وتجارب وشواهد الأستاذ الأمريكى " ديل كارنيجى ".
فكأن المقارنة العلمية تجىء عرضاً، أو فى المرتبة التالية.
وذلك ما قصدته، وتعمدته.
فأنا قبل كل شىء كاتب مسلم، آمنت بهذا الدين عن دراسة مجردة لأصوله، وأعرف أن حاجة العالم إليه غير متوقفة على شواهد تجيئه من هنا ومن هناك، طبيعة كانت أو متكلفة.
ثم إن جهلى باللغات الأجنبية يجعلنى مقيداً بما ينقله المترجمون لى عن اللغات التى يتقنونها.
ومن يدرى؟ لعل فى غيرها من آثار الفطرة السليمة ما يستحق التنويه والإشادة!! فلا مكان إذاً للمقارنة بين دين الله، وبين جهود فرد بعينه أو مدرسة بأسرها، إلا أن تساق هذه الجهود المشكورة على أنها أمثلة فحسب للقواعد التى سبق الإسلام إلى تمهيدها، وذكر أن وقائع الحياة ستؤكدها على حد قوله جل شأنه:
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)
وأمر ثان أشير إليه: إن مشاعر التعصب لجنس من الأجناس ماتت فى دمى لأنى مسلم، غير أن التحمس للعروبة وأدبها غلبنى فى هذه الآونة، إذ أحسست كأن التضحية بالعرب ولغتهم بعض ما تكنه السياسة الدولية فى ضميرها الملوث؟ وبعض ما تسخر له أتباعها وأذنابها فى ربوع بلاد الإسلام.

الصفحة 10