كتاب جدد حياتك

وقالوا: ما قرن شىء أزين من حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة!!.
وقال الحسن: المؤمن حليم لا يجهل وان جهل عليه.
وتلا قوله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
وقال يزيد بن حبيب: إنما كان غضبى فى نعلى ...
فإذا سمعت ما أكره أخذتها ومضيت.
وقال على: من لانت كلمته وجبت محبته، وحلمك على السفيه يكثر أنصارك عليه.
وأسمع رجل عمر بن عبد العزيز بعض ما يكره، فقال: لا عليك، إنما أردت أن يستفزنى الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك اليوم ما تناله منى غدا، انصرف إذا شئت!!.
* * *
إن الغضب مس، يسرى فى النفس كما تسرى الكهرباء فى البدن.
قد ينشىء رعدة شاملة واضطرابا مذهلا، وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضى عليه.
ولذلك يرى " ديل كارنيجى " أن التحلم مع الأعداء رحمة تلحق بالنفس قبل أن ينال الغير خيرها ويدركه بردها وبرها .. وهو ينقل لنا فقرة من منشور وزعته إدارة الشرطة بإحدى مدن أمريكا، وهى فقرة تستحق التنويه: (إذا سولت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك، فامح من نفسك ذكراهم، ولا تحاول الاقتصاص منهم، إنك إذ تبيت نية الانتقام تؤذى نفسك أكثر مما تؤذيهم!!).
ثم يتساءل: (كيف تؤذيك محاولة القصاص؟. إنها قد تُودى بصحتك، كما ذكرت مجلة " لايف ": أن أبرز ما يميز الذين يعانون ضغط الدم هو سرعة انفعالهم، واستجابتهم لدواعى الغيظ والحقد).
قال: (وأصيبت إحدى معارفى بداء القلب، فكان كل ما نصحه بها الأطباء ألا تدع للغضب سبيلا إليها مهما بلغ الخطب، فإن المريض بقلبه قد تكفى لحفر قبره غضبة واحدة!!).

الصفحة 102