كتاب جدد حياتك

ومحافظة على الإنسان من ثورات الغضب، ومن آثاره البدنية والنفسية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه آواه الله فى كنفه، وستر عليه برحمته، وأدخله فى محبته: من إذا أعطى شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر".
وروى أنه قال: " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عليه عورته ".
وعن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله: " ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ".
وظاهر أن المرء مع تفاقم الغضب يغيب عنه وعيه ويتسلم الشيطان زمامه، وكما تعصف الاضطرابات بمشاعره تطيش لبه، فلا يعى ما يوجه إليه من نصح ولو كان من كلام الله وحكمة الرسول.
فقد جاء فى الصحيح: استب رجلان عند النبى صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال: "إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه هذا ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، فقام إلى الرجل أحد ممن سمع النبى صلى الله عليه وسلم وقال له: هل تدرى ما قال رسول الله آنفا؟ قال: لا، قال: قال: " إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عن هذا… أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".
فقال له الرجل: (أمجنونا ترانى؟ ... ).
وهكذا بلغ الغضب بالرجل يمهد النفس لقبول شتى الوساوس ويجعلها بحالة تستسهل فيها أشد الجرائم، حتى إذا صحا الغضوب من نزوته راح يندم على ما فرط منه، ولات ساعة مندم.
* * *
يقول " ديل كارنيجى ": (فأنت ترى المسيح عليه السلام حين قال: " أحبوا أعداءكم " لم يكن يبغى تقويم الأخلاق فحسب، وإنما كان يبغى تقويم الأبدان أيضا وفقا لمبادئ الطب الحديث.

الصفحة 103