كتاب جدد حياتك

لا تنتظر الشكر من أحد
مع أن نعم الله تلاحقنا فى كل نفس يملأ الصدر بالهواء، وكل خفقة تدفع الدماء فى العروق؟ فنحن قلما نحس فلك الفضل الغامر، أو نقدر صاحبه ذا الجلال والإكرام!!.
إننا نخال كل شىء مهيأ من تلقاء نفسه لخدمتنا وأن على عناصر الوجود تلبية إشارتنا وإجابة رغبتنا لا لعلة واضحة سوى أننا نريد، وعلى الكون كله التنفيذ!!.
بالضبط كما يعيش الأطفال المدللون!!.
وقد نشعر ببعض الجميل لظروف مواتية، أو ببعض الجمال فى بيئة مريحة ممتعة، وعلى ما فى هذا الشعور من نقص ـ لانقطاعه عن الله وسوء إدراكنا لنعماه ـ فكم تظن من الناس يملكه هذا الشعور؟ قلة لا تذكر!!.
أما جمهور البشر فذاهل عما يكتنفه من آلاء وإنه يتقلب فى خيرات الله غير واع لكثرتها، ولا شاكر لمرسلها.
وقد أراد الله عر وجل أن ينبه الناس إلى ما خولهم من بره، وإلى ما يحيط بهم من آثار قدرته ورحمته فقال ـ كأنه يعرِّف نفسه لخلقه ـ:
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون * الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)

الصفحة 108