كتاب جدد حياتك

(إن الجحود فطرة، إنه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية ـ التى تخرج دون أن يزرعها أحد ـ أما الشكر فهو كالزهرة التى لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد ... ).
ويقول: (إن الطبيعة الإنسانية ما برحت هى الطبيعة الإنسانية والأرجح أنها لن تتغير أبد الآبدين!!).
وإذن فلنقبلها على علاتها.
لماذا نتحسر على ضياع المنن وتفشى الجحود؟ إنه لأمر طبيعى أن ينسى الناس واجب الشكر، فإذا نحن انتظرنا منهم أداء هذا الواجب فنحن خلقاء بأن نجر على أنفسنا متاعب هى فى غنى عنها.
وهذا كلام يحتاج إلى تعقيب وإيضاح، فإن إقفار النفوس من نضارة الشكر، وانتشار الجفاف أو الأشواك بها فحسب منكر قبيح، وينبغى أن نزع الناس عنه، وأن نعلمهم الحفاوة بما يسدى إليهم من معروف، وتقدير ما فيه من بر ومرحمة وإحسان.
والإسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التى سيقت له، وإلى الثناء على مرسلها وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة.
فإن لم يجد الجزاء المادى المعادل لما نال فليشكر بلسان الحال والمقال، وليدع الله أن يثيب من عنده الثواب الذى يشبع عواطف الشكر فى أفئدتنا، ويحقق ما قصرت عنه أيدينا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه، فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له، حتى تعلموا أنكم قد شكرتم، فإن الله شاكر يحب الشاكرين ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعطى عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن. فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر".
وقال: " إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى، أشكرهم للناس ". وفى رواية: "لا يشكر الله من لم يشكر الناس ".
وقال: " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة. والفرقة عذاب ".

الصفحة 110