كتاب جدد حياتك

ولا تعول على حمد أحد أو تقديره، كن كما وصف الله الأبرار من عباده:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).
وليس المقصود أنهم يقولون ذلك بألسنتهم، فذاك مستبعد لأنه قد يؤذى أصحاب الحاجات، وإنما ذلك ترجمة لما فى قلوبهم من نيات صافية، ومشاعر نظيفة.
هل ابتغاء وجه الله عسير على الناس؟.
المؤسف أن أغلب البشر تهيجهم للعمل بواعث مشوبة، ويطلبون به غايات شتى، وقليل جداً أولئك الذين يتحركون بدافع نقى، ويرتفعون بمقاصدهم عن مآرب هذه الأرض انظر إلى قول الشاعر:
لما رأيت نساءنا … يفحصن بالمعزاء شداً
وبدت لميس كأنها … بدر السماء إذا تبدى
وبدت محاسنها التى … تخفى وكان الأمر جدا
نازلت كبشهم ولم … أر من نزال الكبش بدا
لمن هذا الإقدام؟ لوجه لميس الحسناء!
وما سر هذه الشجاعة؟ نيل إعجابها، وطلب المنزلة عندها وعند مثيلاتها .. وهذه طبيعة ألوف من الناس!!.
ويذكر شاعر آخر أنه صنع معروفاً أنقذ به من الهلاك أحد الرجال الذين لا يحبهم، وأنه كان يستطيع تركه وحده ليلقى حتفه، لولا أنه خشى أحاديث الناس عنه فى مجالسهم.
ذكرت تعلة الفتيان يوماً … وإسناد الملامة للمليم
والبعد عن الدنية اتقاء ذم الناس ليس خيراً محضاً، وتتكشف حقيقة هذا الخير المغشوش عند أمن الناس، ماذا يصنع هذا الإنسان عندما يخلو بنفسه، ويوقن أن الناس لن يطلعوا على ما يفعل أو يترك؟

الصفحة 112