كتاب جدد حياتك

ثم نشبت فتن عمياء انتهت بفصلى في الجماعة، وهو فصل أراه أنا نتيجة ضغائن شخصية، ويراه غيرى تصرفاً منطقياً لا شئ فيه، ليكن، إن المرء قد يند عن الصواب فى تصوره لشئونه الخاصة من يدرى؟. ربما كان خصومى معذورين فى الإساءة إلى، أعنى فى التخلص منى، فلأرض بهذا الذى حدث، ولأغمض الطرف عما أتوهمه فيه من غدر وجور.
بيد أن هناك محاولة للنيل منى، بل للقضاء على يجب أن أردها بقوة، وأن أفضح ما يكتنفها من دناءة. وهى محاولة الإغارة على تراثى الأدبى، ووضع اليد الظالمة عليه فى صفاقة لا أعرف لها مثيلا فى تاريخ الآداب والدعوات.
ليكرهنى من شاء. أما أن تختطف كتاباتى ويوضع عليها اسم غير اسمى، ثم يتواصى الحاقدون بالإرجاف على وإظهارى للملأ كأنى أنا الناقل عن غيرى؟ فهذه هى الجريمة التى تطلق عقيرتى بالصياح، ولا أقبل فيها هدنة!!.
عجباً لا ينتهى من عجب … وفتوناً ليس يبلى من فنون!!
***
لكن لماذا مضت بى سورة الغضب على هذا النحو؟ إن هذا الموضوع ينبغى أن يطوى وأن ينسى.
وقلت لنفسى: ألا تتعلمين الإخلاص لله من مسلك الإمام الشافعى الذى ملأ طباق الأرض علما ثم قال: وددت لو نشر هذا العلم دون أن يعرف صاحبه؟.
فلأفترض أن سحب النسيان غطت على فلم يعرف أحد من الخلق أنى سبقت إلى كذا، أو برزت فى كذا، إن ذلك لا يضير أمراً يقصد وجه الله فيما يكتب، بل ربما كان ذلك أعون على تصحيح نيته وتنقية وجهته.
وقالت لى نفسى: لكن هؤلاء بعد أن تعاونوا على طردك من مكانك، وأرادوا إظهارك فى ثوب الساطى على غيرك، فكيف يسمعون خطبك ويقرءون كتبك ثم ينتحلونها لأنفسهم، ويجعلونك فى أعين الناس الناقل المقلد؟!.
وقلت لنفسى: ما تزالين تتعلقين بالخلق، وتذهلين عن الخالق.
وأخيراً .. قررت أن أطوى هذه الصفحة، سائلا ربى أن يغفر لى، ولمن جار على، أو استهان بى.
***

الصفحة 115