كتاب جدد حياتك

هل تستبدل مليون جنيه بما تملك؟
ما أكثر النعم التى بين أيدينا وإن غفلنا عنها!!.
أقليل أن يخرج الإنسان من بيته وهو يهز يديه كلتيهما، ويمشى على الأرض بخطوات ثابتة، ويملأ صدره بالهواء فى أنفاس رتيبة عميقة، ويمد بصره إلى آفاق الكون، فتنفتح عيناه على الأشعة المناسبة، وتلتقط أذناه ما يموج به العالم من حراك الحياة والأحياء؟.
إن هذه العافية التى تمرح فى سعتها وتستمتع بحريتها ليست شيئا قليلاً.
وإذا كنت فى ذهول عما أوتيت من صحة فى بدنك، وسلامة فى أعضائك، واكتمال فى حواسك، فاصح على عجل .. وذق طعم الحياة الموفورة التى أتيحت لك، واحمد الله- ولى أمرك وولى نعمتك- على هذا الخير الكثير الذى حباك إياه .. ألا تعلم أن هناك خلقا ابتلوا بفقد هذه النعم، وليس يعلم إلا الله مدى ما يحسونه من ألم؟ .. منهم من حبس فى جلده، فما يستطيع حركة بعد أن قيده المرض ومنهم من يستجدى الهواء الواسع نفسا يحيى به صدره العليل، فما يعطيه الهواء إلا زفرة وتخرج شاخبة بالدم!!.
ومنهم من عاش منقوص الأطراف أو المشاعر!!.
ومنهم من يتلوى من أكل لقمة لأن أجهزته الهاضمة معطوبة.
ومنهم، ومنهم .. إذا كنت معافى من هذه الأسقام كلها فهل تظن القدر زودك بثروة تافهة؟ أو منحك ما لا تحاسب عليه؟ كلا، كلا.
إن الله يكلفك بقدر ما يعطيك.
ومن الخطأ أن تحسب رأس مالك هو ما اجتمع لديك من ذهب وفضة!!.
إن رأس مالك الأصيل جملة المواهب التى سلحك القدر بها، من ذكاء، وقدرة، وحرية وفى طليعة المواهب التى تحصى عليك وتعتبر من العناصر الأصيلة فى ثروتك ما أنعم

الصفحة 116