كتاب جدد حياتك

الله به عليك من صحة سابغة، وعافية تتألق بين رأسك وقدمك، وتتأنق بها فى الحياة كيف تشاء.
والغريب أن أكثر الناس يزدرون هذه الثروة التى يمتلكونها، لا يشركهم أحد فيها، أو يزاحمهم عليها!!.
وهذا الازدراء جحود يستحق التنديد والمؤاخذة، قال "ديل كارنيجى": (أتراك تبيع عينيك فى مقابل مليون دولار؟.
كم من الثمن تظنه يكفيك فى مقابل ساقيك أو سمعك، أو أولادك؟ أو أسرتك؟.
احسب ثروتك من هذه المواهب الغالية، ثم اجمع أجزاءها وسوف ترى أنها تقدر بالذهب الذى جمعه آل "روكفلر" وآل "فورد" بيد أن البشر لا يقدرون هذا كله! إننا كما قال فينا "شوبنهور": ما أقل تفكيرنا فيما لدينا وما أكثر تفكيرنا فيما ينقصنا).
ويروى أن "الرشيد" قال لابن السماك: عظنى ـ وقد أتى بماء ليشربه ـ فقال: "يا أمير المؤمنين، لو حبست عنك هذه الشربة أكنت تفديها بملكك؟ قال: نعم؟ قال: فلو حبس عنك خروجها. أكنت تفديها بملكك؟. قال: نعم. قال: فما خير فى ملك لا يساوى شربة ولا بولة؟! ".
وإذا كان هذا الواعظ يريد أن يهون ملك الخليفة فيجسم أمام عينيه نعمة مبذولة، ويريه أنها أرجح مما يعتز به من دولة وصولة، فنحن ننظر إلى هذه العظة من وجهها الآخر، لنرى جميعاً أنا وأنت أن ما يفتديه الملوك بتيجانهم نحصل عليه دون انتباه، ونناله من غير جهد!!.
فهل نذكر هذا الفضل؟ وهل نقدر هذه النعمة؟ وهل نشكر عليها؟.
أغلبنا يألف ما يجده من صحة، فلا يعرف روعته وجلاله إلا إذا تعكر عليه أو فقده .. وطول الإلف قد يتأدى بنا إلى الاستهانة، لكن الله لا يلغى حقيقة ما لأن عباده يغضون منها، إنه يحاسبهم بها على مقدارها كله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذى نفسى بيده، إن الرجل ليجىء يوم القيامة بعمل صالح لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله، فتكاد تستنفد ذلك كله، لولا ما يتفضل الله من رحمته "

الصفحة 117