كتاب جدد حياتك

ومعنى ذلك أن أصحاب النعم مطالبون بمزيد من الجهد والنشاط كقاء ما أوتوا من خير، ومنحوا من بر.
***
والإسلام يرى الحياة نعمة، ويطلب إلينا أن نشكر الله على ما وهبنا من روح وإحساس، وسخر لنا من ليل ونهار، ومكن لنا بين الأرض والسماء.
إن هذه الحياة الممتازة الراقية تكريم خاص ينبغى أن نعتزَّ به وأن نبصر حق الله فيه:
(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون).
والله قد منحنا الحواس المعروفة لنتجاوب مع الوجود، ونتعرف ما فيه، ونتذوق بملكاتنا المادية والأدبية جماله وقواه، حتى إذا غمرنا هذا البهاء المُفاض من كل ناحية اهتزت مشاعرنا شكراً للذى أحيانا وكرمنا:
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)
إن المرء قد يغفل عن النطاق الواسع الذى يجتنى منه ما بين يديه من خيرات، ولو دقق النظر لرأى المائدة التي أمامه تحفل بألوان شتى من أقطار العالم، ربما كان يأكل قمحا من روسيا، ولحماً من إفريقيا، وفاكهة من أوروبا، ويشرب شاياً من آسيا، ويتناول بعض المواد الأخرى من أمريكا.
ولو رجع مرة أخرى لرأى الأرض والسماء كلتيهما قد اجتمعتا على خدمته، وتيسير حياته، فيفهم قول الله عز وجل:
(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم)

الصفحة 118