كتاب جدد حياتك

فى ثلاثين ذراعاً، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية. وأخرج له عيناً عذبة بعرض الإصبع تفيض بماء عذب، فيستنقع فى أسفل الجبل، وشجرة رُّمان تخرج له فى كل ليلة رمانة .. يتعبد يومه، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها، ثم قام لصلاته .. فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا، وأن لا يجعل للأرض ولا لشىء- من الهوام عليه سبيلا حتى يبعثه الله وهو ساجد .. قال ففعل. فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، فنجد له فى العلم أنه يبعث يوم القيامة، فيوقف بين يدى الله فيقول له الرب: أدخلوا عبدى الجنة برحمتى، فيقول: رب بل بعملى، فيقول: أدخلوا عبدى الجنة برحمتى: فيقول: رب بل بعملى، فيقولى الله: قايسوا عبدى بنعمتى عليه وبعمله، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة، وبقيت نعم الجسد، فضلا عليه، فيقول: أدخلوا عبدى النار فيجر إلى النار .. فينادى: رب برحمتك أدخلنى الجنة، فيقول: ردوه، فيوقف بين يديه فيقول: يا عبدى من خلقك ولم تك شيئا فيقول: أنت يا رب، فيقول: من قواك لعبادة خمسمائة سنة؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول من أنزلك فى جبل وسط اللجة، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح، وأخرج لك كل ليلة رمانة، وإنما تخرج مرة فى السنة، ومن سألته أن يقبضك ساجداً ففعل؟ فيقول: أنت يا رب. قال فذلك برحمتى، وبرحمتى أدخلك الجنة، أدخلوا عبدى الجنة، فنعم العبد كنت يا عبدى، فأدخله الله الجنة، قال جبريل: إنما الأشياء برحمة الله يا محمد".
* * * *
فى هذا الحديث تنويه بقيمة النعم التى يحظى أغلب الناس بها، وليس فيها أى انتقاص لعنصر العدالة، أو خدش لموازين الجزاء فى الدار الآخرة.
وبعض الحمقى يمطون كلمة: لا إنما الأشياء برحمة الله " ليجعلوا الحساب فوضى، وليوهموا أن العمل لا يرشح لجنة أو نار.

الصفحة 121