كتاب جدد حياتك

إن خروج الإنسان على سجاياه، وانفصاله عن طباعه العقلية والنفسية التى لا عوج فيها أمر يفسد على الإنسان حياته ويثير الاضطراب فى سلوكه.
وقد علمت قصة الغراب الذى راقه المشى على الأرض، فلا هو استطاع الخطو كما يبغى، ولا هو استطاع الطيران كما خلق.
إنه عسير جدا على الإنسان مهما حاول أن يكون غيره.
قال "ديل كارنيجى": (سألت مدير المستخدمين فى شركة "سوكونى فاكوم " عن الغلطة الكبرى التى يرتكبها طلاب العمل فى شركتهم فأجاب: إن أكبر غلطة يرتكبها طلاب الأعمال هى أنهم لا ينطلقون على سجاياهم، فبدلا من أن يصارحوك بحقيقة أفكارهم وآرائهم يحاولون أن يجيبوا على أسئلتك بما يظننوتة الجواب الذى تريده أنت، ولكن هذه الحيلة قلما تفلح، فالناس يعرفون الشخص الذى يدعى ما ليس فيه، كما يعرفون العملة الزائفة.
وقال العالم النفسانى "وليم جيمس ": لو قسنا أنفسنا بما يجب أن نكون عليه لاتضح لنا أننا أنصاف أحياء، ذلك أننا لا نستخدم إلا جانبا يسيراً من مواردنا الجسمانية والذهنية، أو بمعنى آخر أن الواحد منا يعيش فى حدود ضيقة يصنعها داخل حدوده الحقيقية، فإئه يمتلك قوى كثيرة مختلفة، ولكنه لا يفطن إليها عادة، أو يخفق فى استغلالها كلها).
قال "كارنيجى": (إنك شىء فريد فى هذا العالم. إنك نسيج وحدك، فلا الأرض منذ خلقت رأت شخصاً يشبهك تمام الشبه، ولا هى فى العصور المقبلة سوف ترى شخصاً يشبهك تمام الشبه.
وينبئك علم الوراثة بأنك تخلقت جنيناً نتيجة لتلاقى أربعة وعشرين زوجاً من "الكروموزومات " أسهم فيها بالنصف كل من والديك؟ وقد تضافرت هذه الأزواج الأربعة والعشرون على توريثك الصفات التى تتميز بها.
ويقول " امران شاينفلد" فى كتابه "أنت والوراثة ": إن كل " كروموزوم " يحمل جينات تعد بالمئات، وأن واحدا فحسب من هذه الجينات يستطيع فى بعض الأحيان أن يغير حياة المرء تغييراً شاملاً.

الصفحة 126