كتاب جدد حياتك

2 - إنها خاصة بأهل الكتب السماوية وحدهم، وهم: اليهود، والنصارى، والمسلمون، فلكل منهم قبلة خاصة به.
3 - إنها خاصة بالمسلمين وحدهم، والمراد أن لكل قوم من المسلمين جهة من الكعبة يصلون إليها، جنوبية، أو شمالية، أو شرقية، أو غربية.
اختلاف خصائص النفوس
على أن الآية الكريمة تتسع لمعنى آخر، إذ تنص على أن لكل إنسان مذهبا فى الحياة، او اتجاها خاصا يتجه إليه، بحسب ما يجد فى نفسه من ميل طبيعى، أو ملاءمة لخصائص ذاته.
ولسنا نقصر المذهب هنا على أن يكون للإنسان فى الحياة مبدأ واضح متميز فى السياسة، أو الاقتصاد، أو الفلسفة، أو نحوها، بل نريد الدائرة الواسعة التى تشمل البشر جميعا أصحاب المذاهب المتميزة وغير المتميزة.
فإن الناس ليسوا نسخة واحدة مكررة متماثلة فى ملامح النفس ومشابه البدن .. فهم من حيث القالب الحسى مختلفون طولا وقصرا، ونحافة وغلظا، وقوة وضعفا، وصحة ومرضا .. وفى صفة الأنف والعين والفم والجبهة وسائر ملامح الوجه .. أى أن أبدانهم ووجوههم ليست مصبوبة فى قوالب متماثلة، ولا مطبوعة على مثال واحد .. بل ان الاختلاف ليذهب فى تلك الناحية الحسية حتى يشمل الأمور الدقيقة التى لا يكاد يُلتفت إليها، كتغاير آثار البنان فى البصمات المختلفة لملايين البشر.
هذا الاختلاف المعجز العجيب الذى يدل على قدرة الخالق سبحانه يقابله اختلاف أخر فى ملامح النفس، وتسوية الطبع، وتقدير الغرائز، وخصائص الفكر والعاطفة .. فكما يختلف الناس فى التقاسيم الحسية الظاهرة يختلفون فى الملامح النفسية الباطنة.
فلكل إنسان قالبه البدنى الذى لا يماثله فيه أحد، وكيانه المعنوى الباطن الذى يتميز به عمن سواه.

الصفحة 128