كتاب جدد حياتك

مستقبلك. فلا مكان لإبطاء أو انتظار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل " (1).
ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعنى إلا إطالة الفترة الكابية التى تبغى الخلاص منها، وبقاءك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط.
بل قد يكون ذلك طريقاً إلى انحدار أشد، وهنا الطامة.
وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " النادم ينتظر من الله الرحمة. والمعجب ينتظر المقت.
واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بخواتيمها.
والليل والنهار مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة. واحذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة.
ولا يغترن أحد كم بحلم الله عز وجل، فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله.
ثم قرأ:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة فى جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التى تزرى به.
فى كل بضعة أيام أنظر إلى أدراج مكتبى لأذهب الفوضى التى حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كل شىء فى وضعه الصحيح، وأن يستقر فى سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
وفى البيت، إن غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدى الدائبة تجول هنا وهناك لتنظف الأثاث المغبر، وتطرد القمامة الزائدة، وتعيد إلى كل شىء رواءه ونظامه.
__________
(1) مسلم

الصفحة 13