كتاب جدد حياتك

البر، متواصلة بالمرحمة.
فلنسمع إلى هدايات الله فى هذا الشأن، عل ما بها من روعة وجلال يغنينا عن أقوال الملحدين الصغار أو الكبار.
إن المسلم الكامل عضو نافع فى أمته، لا يصدر عنه إلا الخير، ولا يتوقع منه إلا الفضل والبر، فهو فى حركته وهدأته شعاع من نور الحق، ومدد من روافد البركة واليمن، وعون على تقريب البعيد وتذليل الصعب.
يسعى فى هذه الحياة وقلبه مفعم بالمحبة، ولسانه رطب بالود والمسالمة، ويده مبسوطة بالنعمة بفيئها على من يلقاه، ويقدمها ـ من غير تكلف ـ إلى سواه.
تلك هى طبيعة الإسلام ورسالة المسلم فى هذه الحياة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"على كل مسلم صدقة".
فقالوا يا نبى الله فمن لم يجد؟ قال: "يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق ".
قالوا: فإن لم يجد؟ قال: "يعين ذا الحاجة الملهوف لما.
قالوا: فإن لم يجد قال: "فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر، فإنها- أى هذه الخصلة- له صدقة".
وهذا الحديث الكريم يقسم الناس درجات حسب مواهبهم ومنازلهم.
فالقوى الجلد زكاة قوته وجلده أن يزيد فى إنتاج الأمة، وأن يسهم فى نهضتها العامة، وأن يصل نشاطه بنشاط أنداده، فيتعاونون جميعا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.
وهو بهذا العمل ينفع نفسه، ويؤدى الضريبة التى تجب عليه للمجتمع الذى يحيا فيه، تلك الضريبة التى عبر عنها الحديث الشريف بقوله: "على كل مسلم صدقة" فمن عجز عن هذا العمل الإيجابى الواسع فلن يعجز أن يكون عونا للآخرين، ومؤيدا للعاملين.
فإذا لم يرحم بنفسه أعان الراحمين.
وإذا لم ينفع بقوته ساعد النافعين وشد أزر المكافحين.
وذلك ما عبر عنه الرسول الكريم بقوله: "يعين ذا الحاجة الملهوف ".

الصفحة 142