كتاب جدد حياتك

للحياة فى الجسم علائم تدل عليها من إحساس ونبض وحرارة.
وللإيمان فى القلب علائم تدل عليه، وتلفت إلى وجوده حيا يؤدى واجبه، ويستعد لما يكفف به.
وقد نبه رسول الله إلى معلم خطير من معالم الإيمان حين قال: "إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن ".
أجل، فإن انشراح الصدر لخير تفعله وانقباضه لسوء ترتكبه دليل على أن هناك معنى معينا يسيطر عليك، ومقياسا خاصا تضبط به ما تحب وما تكره من خُلُق أو سلوك.
أما الرجل الذي يواقع الدنايا غير متأذ بما يصدر عنه فهو رجل ميت الضمير، والضمير الميت كالجسم الميت لا يتحرك لطعنة بله أن يهتز لوخزة!! والإسلام يفترض أن الخير فى نفس المؤمن بعيد الغور كطبقات التربة الخصبة، كلما ضربت الجذور فيها وجدت عناصر موفورة بأسباب الحياة والنماء.
ومن ثم فالمؤمن فعال للخير عن عشق، ماض فيه على تثبيت ورسوخ.
أما الآخرون من أدعياء المجتمع، ومتصنعى الخير لضرورات طارئة، فإن قلوبهم متحجرة قاسية، وقد يكسى هذا الحجر الجلمد بطبقة من الغبار والأتربة، بيد أن هذا الغبار المتراكم- مهما كثر- لا تنبت فيه بذور، ولا تصلح عليه زراعة!! هكذا ضرب الله لنا أمثلة الأدعياء والأصلاء فى فعل الخير.
فقال: (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير)

الصفحة 145