كتاب جدد حياتك

إن هذا النوع من الخلق الردىء يسىء إلى المجتمع الإسلامى إساءة بالغة.
فإن الشخص الذى لا تهيجه إلا منافعه الخاصة، ولا يكترث للمصلحة العامة شخص تشقى به البلاد والعباد.
وكم تضار الدولة من موظف يستغرق انتباهه كله حديث المرتبات والزيادات، ولا يهتم أدنى اهتمام بحديث العمل الواجب.
إنه لا يشعر إلا بما يحسبه حقاً له.
أما ما ارتبط بذمته من تكاليف، واقترن بهمته من مطالب وأعمال فهو لا يدريه.
وما على هذا تبنى أمة، أويقوم مجتمع.
والمجتمع الزكى يقوم على رجال يعرفون حق الله، وحق الجماعة عليهم، ويقوم بانشغال هذا وذاك بأداء ما عليهما من واجب، فإن الثمرة الدانية فى هذا المجتمع أن يصل إلى كل امرئ حقه الطبيعى دون ضجر أوجدل.
والأنانيون عندما يسلطون أفكارهم الضيقة على الدين يمسخون نصوصه، ويحرفون الكلم عن مواضعه، فهم يفهمونه ثوابا بلا عمل، وثمرة بلا غرس، أو عقابا يقع على الآخرين وحدهم، هيهات أن يمسهم منه لفح!! أجل فإن المحصورين فى حدود أنفسهم وأثرتهم ومنافعهم الذاتية تنعكس نصوص الدين مشوهة فى أفكارهم، فليسوا يفهمون منها إلا ما يشتهون.
ساكنى بعضهم: أليس مصيرنا الجنة نحن المسلمين مصداق قول رسول الله: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".
فنظرت إليه وقدرت المسافة بين عمله وأمله فوجدتها بعيدة بعيدة.
ورأيت أنه لا يحفظ من الإسلام إلا ما يظنه عونا على كسله.
كالمتسول الذى تغيب عن ذهنه آيات القرآن كلها، فلا يعى منها إلا آية واحدة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)

الصفحة 148