كتاب جدد حياتك

فى هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل: كم تعثر العالم فى سيره؟. كم مال مع الأثرة؟. كم اقترف من دنية؟. كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟.
فى هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
إن صوت الحق يهتف فى كل مكان ليهتدى الحائرون ويتجدد البالون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالي إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟. هل من داع فيستجاب له؟. هل من مستغفر فيُغفر له؟ .. حتى ينفجر الفجر". وفى رواية: " أقرب ما يكون العبد من الرب فى جوف الليل ". فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن.
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار، وعلى أطلال الماضى القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبنى مستقبلك.
ولا تؤودنك كثرة الخطايا، فلو كانت ركاما أسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا.
إن الكنود القديم لا يجوز أن يكون عائقاً أمام أوبة صادقة،
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له).
وفى حديث قدسى عن الله عز وجل: (يا ابن آدم، إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالى. يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).

الصفحة 15