كتاب جدد حياتك

أما الحمقى فهم الذين يتوهمون أن خطيئاتهم الكبرى تذوب من تلقاء نفسها، دون أن تعالج بالدلك والتطهير والإنقاء، وما يستتبعه ذلك من جهد مضن وسهر طويل.
أعرف من مطالعاتى الكثيرة أن هناك من الآثار ما يقرن المغفرة العامة بعمل قد يبدو فى ظاهره سهل الأداء، كتساقط الذنوب مع قطرات ماء الوضوء مثلاً، فلا يضطرب فهمك فى قيم الأعمال لهذه الظواهر.
وتأكد أن الثواب الجزيل لا يسوقه الله عز وجل فى عمل كالوضوء، إلا إذا صاحبه من عمق الإيمان وصدق الإخلاص وجمال الاحتساب ما يجعل صاحبه أهلا لأن يبذل النفس والنفيس فى سبيل الله تبارك وتعالى.
إن الدين حقوق وواجبات، وإن الدنيا حقوق وواجبات.
وكل عقد ذى بال بين طرفين فهو ينطوى على حقوق وواجبات.
فأد واجبك، واشعر بعبئه على كاهلك، ولا تلتمس منه المهارب.
فإذا وفيت بما عليك، فانتظر حقك، أو اطلبه كاملاً فلن يعيبك أحد.
أما أن ينطلق المرء فى الدنيا متطلعاً شعاره: " هل من مزيد " من غير كفاية ولا استحقاق، فهذه هى الكارثة.
ومثل هذا المسلك لا تُضمن به دنيا، ولا يصح به دين.
***

الصفحة 150