كتاب جدد حياتك

الثامن عشر: أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئا إلا أفسده، فإن وقع فى العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة، وصار صاحبه من جملة أهل الأهواء.
وإن وقع فى الزهد أخرج صاحبه إلى الرياء ومخالفة السنة.
وإن وقع فى الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم وصده عن الحق.
وإن وقع فى القسمة خرجت عن قسمة العدل إلى قسمة الجور.
وإن وقع فى الولاية والعزل أخرج صاحبه إلى خيانة الله والمسلمين حيث يولى بهواه ويعزل بهواه.
وإن وقع فى العبادة خرجت عن أن تكون طاعة وقربة، فما قارن الهوى شيئاً إلا أفسده.
التاسع عشر: أن يعلم أن الشيطان ليس له مدخل على ابن آدم إلا من باب هواه، فإنه يطيف به ليعرف أين يدخل عليه حتى يفسد قلبه وأعماله، فلا يجد مدخلا إلا من باب الهوى، فيسرى منه سريان السم فى الأعضاء.
العشرون: أن يتذكر أن مخالفة الهوى تورث العبد قوة فى بدنه، وقوة فى لسانه، وأن أغزر الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه، وأنه ما من يوم إلا والهوى والعقل يعتلجان، فأيهما قوى على صاحبه طرده وتحكم، وكان الحكم له.
وأن الله سبحانه جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين.
الحادى والعشرون: أن يعرف أن الهوى تخليط ومخالفته حمية، وأنه يخاف على من أفرط فى التخليط وجَانَب الحمية أن يصرعه داؤه.
وأن الهوى رق فى القلب، وغل فى العنق، وقيد فى الرجل، ومتابعة أسير، فمن خالفه عتق من رقه وصار حراً، وخلع الغل من عنقه، والقيد من رجله، واستطاع مسايرة الصالحين.
***

الصفحة 157