كتاب جدد حياتك

لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق)
والواقع أنى استقصيت حالات كثيرة جدا لعلماء الغرب ومفكريه، فاستيقنت أن فى نفوسهم إيماناً حسناً، وأن معرفتهم بالله تجرى فى نسق أبعد من ضيق اليهودية وتعقيد النصرانية وأدنى إلى سماحة الإسلام وبساطته.
ولكن هؤلاء يكرهون الإسلام والمسلمين مع ذلك.!!
وهم معذورون فى هذه الكراهية إلى حد ما، فأهل الإسلام حجاب غليظ دون تعاليمه.
وتقهقرهم البالغ فى كل ميدان يصد عامة الناس عن إحسان الظن به.
ورسالة محمد نفسها ـ من الناحية العلمية البحت ـ لم تعرض عرضا يرى الناس جوهرها كما جاء من عند الله.!!
ولو أنها عرضت كذلك لوجدت تجاوبا هائلا مع الخاصة الذين يبنون إيمانهم على منطق العقل، ويحررونه من مواريث الخرافة، ولوجدت تجاوبا كذلك مع العامة الظماء إلى ينابيع ثرة بضروب التوجيهات والوصايا.
وذاك كله ما احتشد احتشادا فى القرآن الكريم وسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
***
إن الألوف التى وهت صلتها بالدين فى أقطار الغرب، وتجهمت للبيع والكنائس ليست كافرة بالله، ولا خارجة على سنن الفطرة ما دامت تتجه إليه وفق فهمها، لبسيط.
إنها تؤد من أعماقها لو توثقت صلاتها بالله عن طريق صحيح تشعر فيه بالراحة والقرار.
إن المفتاح الذى أدير فيها لم تركب أسنانه بطريقة تتواءم مع طبيعة القفل المغلق، فبقى الباب مقفلا لأن المفتاح المجلوب لم يصنع شيئا.

الصفحة 161