كتاب جدد حياتك

كلا، إنه الحقيقة التى ضل عنها الغافلون، أوالمستغلون.
والنور الذى أغلقت دونه أجفان العميان.
أما الرجال الذين رزقوا صفاء الفطرة، ونقاء الفكر، فلن يتيهوا عن الله أبدا.
إن هذا الإيمان الوثيق معدن قلما تخلو منه نفس عظيمة.
وهو على اختلاف مراتبه وألوانه السناد الروحى الأمين الذى يهرع إليه فى الشدائد ويعتمد عليه فى حمل الأعباء وملاقاة النوب.
وربما سبق إلى الوهم أن أغلب ذوى الأسماء اللامعة- أعنى فى ميادين الجد- قليلو الذخر من هذا العنصر النفيس.
وقد يروج لهذه الفرية بعض الصحافيين الذين لا دين لهم.
وذلك باطل. فكثير جداً من كبار الرجال لهم فى الله عقيدة صلبة، وإن شاب صلابتها تصور ساذج أو خطأ مشهور على ما بينا آنفا.
قال "ديل كارنيجى": (أعرف رجالا ينظرون إلى الدين نظرتهم إلى شىء مقصور على النساء والأطفال والوعاظ، ويتباهون بأنهم "رجال " يسعهم أن يخوضوا المعارك بلا سند ولا معين.
فما أشد الدهشة التى تتولاهم حين يعلمون أن معظم "الرجال "- أعنى الأ بطال المشهورين- يضرعون إلى الله كل يوم أن يؤازرهم ويعاونهم.
خذ مثلا البطل "جاك دمبسى".
لقد أخبرنى بأنه لا يأوى إلى مضجعه قبل أن يتلو صلواته، ولا يتناول طعاما حتى يحمد الله الذى وهبه إياه، وأنه لا يفتأ يردد الصلوات والدعوات فى أثناء تدربه على الملاكمة، وقبل كل مباراة يخوضها.
وحدثنى "أدوارد استيتنيوس " المدير الأعلى لشركة جنرال موتورز و"وزير خارجية أمريكا الأسبق " أنه كان يصلى ويبتهل إلى الله أن يهبه الحكمة والسداد ليلا ونهاراً.
وعندما كان البطل "أيزنهاور" فى طريقه إلى (أوروبا) طائراً ليتولى قيادة جيوش الحلفاء فى الحرب الأخيرة، كان الشىء الوحيد الذى اصطحبه معه هو الكتاب المقدس!!
وقال لى البطل الجنرال "مارك لارك ". إنه كان يقرأ الكتاب المقدس خلال سنى الحرب كل يوم، ثم يركع على ركبتيه ويدعو الله!!

الصفحة 166