كتاب جدد حياتك

لقد أدرك هؤلاء الأبطال أنهم ليسوا وحدهم فى الحياة، وأنهم فقراء إلى هذا الإله القادر الرحيم كى يصحبهم فى دنياهم بتوفيقه ورعايته، كما تفضل عليهمـ وهم فى عالم الغيبـ بنعمة الإيجاد والخلق).
* * *
وحقيق بالناس أن يفزعوا إلى الله كلما حزبتهم شدة، أو رابتهم أزمة، فمن غيرهـ جل شأنهـ يستطيع سد خلتهم، وإشباع نهمتهم، ورد طمأنينتهم: كلهم سائل، وأنت مجيب تلك نعماك، ما لها من نفاد بيد أنه من الحق كذلك ألا نجهل هذا الذى نسأله، وألا نتقرب إليه بأسلوب يمقته، وألا ننسب إليه عن خطأ أو عمد ما هو برئ منه.
كان المشركون قديماً يعبِّرون عن عاطفتهم نحو الله بهذه الكلمات: لبيك اللهم لبيك.
لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك!! فجاء الإسلام ليصحح هذا التعبير، ويغير الفهم الذى أوحى به.
مع استبقاء العاطفة الأصيلة التى تربط البشر بخالقهم الأعلى، وتسوقهم إلى ساحته راغبين راهبين، فغير العبارة على النحو الآتى: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك!! إن تصحيح الاعتقاد والعبادة هو الهدف الأول للإسلام.
فقد كانت الأمم الأولى تعرف الله معرفة يشوبها القصور والخطأ: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
فلم يكن بد من إزاحة هذا الجهل، ودحض تلك الشبهات.
والمؤسف أن النصارى يتجهون إلى الله كما رأيت، ولكنهم يجعلون معه إلهآ آخر، أو إلهين آخرين!!
ومن ثم تضطرب وجهتهم وتجور أدعيتهم.
ويسألون الله وهم يقصدون عيسى، أو يسألون عيسى وهم يقصدون الله.

الصفحة 167