كتاب جدد حياتك

مع أن عيسى ومحمدا وغيرهم من المرسلين ليسوا إلا بشرا ضعافا يفتقرون إلى فضل الله، ويقفون ببابه وهم راجون ثوابه وخاشون عقابه.
إننا نكره الإلحاد الذى جعل من الأجيال الحاضرة قطعانا تحيا فى العالمين، وهى متنكرة لرب العالمين.
وكل ما نبغى أن يحل مكان هذا الإلحاد المعتم إيمان ينهض على الصواب، ويتألق فيه نور الحق.
والتوحيد الذى يلح الإسلام فى تقريره، ويحض البشر على فهمه والأخذ به ليس بدعة جاء بها النبى محمد كلا، إنه توكيد الدعوة الأولى التى هتف بها الأنبياء أجمعون، وإبراز الأصل الذى قامت عليه دياناتهم كلها.
والكتب والرسائل التى ما تزال بين أيدى النصارى إلى يوم الناس هذا تشير إلى هذه الحقيقة إشارة تنطبق مع آيات القرآن العزيز أتم الانطباق.
ففى سفر "التثنية" إصحاح 5 عدد 36: "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه " وذلك كقول الله فى كتابه: (فاعلم أنه لا إله إلا الله).
وجاء فى هذا السفر: "ردد فى قلبك أن الرب هو الإله فى السماء من فوق وفى الأرض من أسفل "، وهذا كقول الله فى كتابه:
(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم * وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما).
وجاء فى هذا السفر أيضا: "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد".
وإسرائيل هو يعقوب الذى جمع أولاده وهو يحتضر ليستوثق من بقائهم على التوحيد:
(أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا).

الصفحة 168