كتاب جدد حياتك

أجل، ألا ترى الرجل قد اضطرمت فى نفسه عقيدة ضلت عنها ألوف مؤلفة من الناس؟ أين من التنزيه الذى يملأ فؤاده شرك جماهير تحسب أن لله ابنا وتحسب أن له صاحبة؟!
وكذلك شجع رسول الله كل دعوة ينضح فيها ما يجب لله من تمجيد، وما يستحقه تبارك وتعالى من ثناء وحمد، وما يُشعِر بفقر العالم كله إليه وقيامه به، مثل: "يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام.
يا أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، يا حى يا قيوم ".
ومن الأدعية التى يترقرق فيها رواء الإعزاز والإخلاص ما روى: "اللهم إنى أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة ".
وما روى أيضاً: "اللهم إئى أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذى إذا دعي به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت .. ".
وهذه الأدعية باب واسع، يرجع إليه فى مظانه من شاء الاستزادة.
***
هل ندع نفوس الناس تنساب فى فجاج الحياة وحدها، وتتوغل فى متاهاتها، دون مولى يرعاها، ودون نصير يعضدها؟
إن الإنسان مهما ادعى القوة ضعيف.
ومهما انفرد بنفسه فسوف تكتنفه الوحشة والحيرة.
وما أكثر المسارب والمتشعبات التى يصل المرء إليها ثم لا يدرى: أيها يأخذ؟ وأيها يترك؟
وهو إن ضل الطريق يوما فى معضلة واجهته فقد يظل يتعسف السير أياما أو أعواما من غير أن يبلغ غاية يستقر عندها.
لأنه يضرب ابتداء على غير هدى؟!

الصفحة 170