كتاب جدد حياتك

ما أفقرنا إلى من يلهمنا الصواب، ويهدينا إلى الحق كلما اشتبهت علينا الأمور.
والإنسان معرض للآلام من كل ناحية فيه، إنه كمدينة مفتوحة يمكن أن تدك فى أى وقت، ومن أية جهة.
والمرء إذا نظر إلى بدنه وجد أن كل ذرة فيه يمكن أن تكون منفذاً لمرض عضال يبعثه على الأنين العالى.
وإذا نظر إلى شأنه كله وجد أن أمر من أموره يمكن أن ينقلب عليه ليجر وراءه الشقاء الطويل.
ما أفقرنا إلى استدامة النعمة، واتقاء النقمة، والاسترواح فى الحياة إلى ما يجعل الله فى الحياة من يسر وبركة وسكينة!! إن هذا كله هو ما تكفله الصلاة للمؤمن.
إن الإسلام نظم وقفات كريمة يناجى الإنسان فيها ربه عدة مرات فى اليوم الواحد.
فى هذه الوقفات يكلم الإنسان ربه، فيعترف أولا بحمده ومجده، ثم يسأله بعد ذلك هداية تحف النعمة ويجانبها السخط.
فى هذه الوقفات يقف الإنسان أمام ربه يستعينه ويسترضيه.
يقف أمام ذى العلم الشامل ليكمل له قصور معرفته.
وأمام ذى القدرة الهائلة ليكمل له ما يعجز عنه حتما لضعف قواه.
يقول الله تعالى- فى حديث قدسى-: " قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين. فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدنى عبدى. واذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى على عبدى، واذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدنى عبدي، وإذا قال: إياك نعبد واياك نستعين، قال الله: هذا عهد بينى وبين عبدى، ولعبدى ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، قال الله: لعبدى ما سأل ".

الصفحة 171