كتاب جدد حياتك

وفى الحديث: "من صلى الصبح فهو فى ذمة الله، فلا يطلبكم الله من ذمته بشىء، فإنه من يطلبه من ذمته بشىء يدركه ثم يكبه على وجهه فى نارجهنم ".
هذا إعلان من الله للناس أن يكرموا رجلا بدا يومه بالصلاة، ثم غدا إلى عمل، فغدت معه كلاءة الله ورعايته.
وفى رواية عن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى الصبح فهو فى ذمة الله تبارك وتعالى، فلا تخفروا الله تبارك وتعالى فى ذمته، فإنه من أخفر ذمته طلبه الله حتى يكبه على وجهه ".
وقيل: إن الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل، فقال سالم للرجل: أصليت الصبح؟ فقال الرجل: نعم؟ قال: فانطلق، فقال له الحجاج: ما منعك من قتله؟ فقال له سالم: حدثنى أبى أنه سمع رسول الله يقول: "من صلى الصبح كان فى جوار الله يومه ".
فكرهت أن أقتل رجلا قد أجاره الله والناظر فى بعض العبارات التى تصور صلة الله عز وجل بعباده المخصلين له، يجد أن الله لم يدخلهم فى جواره، بل إنه نزلهم منزلة نفسه، وجعل إيذاءهم عدوانا عليه ـ تقدست ذاته ـ.
ومن ثم يقول فى حديثه القدسى: "من عادى لى ولياً فقد آذنته بحرب ".
وموالاة الله تعنى مزيداً من التعلق به واللجأ إليه بالصلاة، وبغيرها من الفرائض والنوافل.
وقد يبلغ هذا التكريم الإلهى لمن يرتبطون بالله فى حياتهم وشؤونهم كلها أن الله يلحقهم به، وينسبهم إليه، ويجعل معاملتهم كأنها معاملة له هو.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم لم تعدنى!! قال: يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: ما علمت أن عبدى فلاناً مرض فلم تعده؟ أو ما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده .. يا ابن آدم

الصفحة 174