كتاب جدد حياتك

وهؤلاء الأمجاد ـ من الناحية الأخرى ـ يستقبلون أقضية الله بتسليم وبشاشة.
ويكفى أن يلحظوا مجيئها من الله لتتبدل وعورتها سهولة، ومرارتها عذوبة.
فهى أمام الأنظار المعتادة كأنها أرزاء لا تحتمل.
وأما هى بالنسبة إلى من سيقت إليهم فأعراض خفاف أو لطاف.
لو أن أهل الإقدام ينظرون إلى الحتوف نظرة الجبناء إليها ما ثبت منهم أحد، لكنهم يحتقرون ما أعظمه هؤلاء، فيقبلون بينما هؤلاء يولون الأدبار.
كذلك أهل الإيمان ينظرون إلى الأحداث الضخمة على ضوء علاقتهم بالله، فمايملكهم فزع أو يضطرب لهم فكر.
وإذا توجسوا من خطر فوق طاقتهم فزعوا إلى الله كما يفزع الطفل إلى أحضان أبيه، يتقى به المكروه وينشد لديه الحماية.
وفى الحديث: "كان النبى إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ".
ويقول "ديل كارنيجى": (ترى لماذا يجلب الإيمان بالله والاعتماد عليه ـ سبحانه وتعالى ـ الأمان والسلام والاطمئنان؟
سأدع "وليم جيمس " يجيب عن هذا السؤال: إن أمواج المحيط المصطخبة المتقلبة لا تعكر قط هدوء القاع العميق، ولا تقلق أمنه، وكذلك المرء الذى عمق إيمانه بالله خليق ألا تعكر طمأنينته التقلبات السطحية المؤقتة.
فالرجل المتدين حقا عصى على القلق، محتفظ أبدا باتزانه، مستعد دائماً لمواجهة ما عسى أن تأتى به الأيام من صروف.
فلماذا لا نتجه إلى الله إذا استشعرنا القلق؟ .. ولماذا لا نربط أنفسنا بالقوة العظمى المهيمنة على هذا الكون؟ لا يقعدن بك عن الصلاة والضراعة والابتهال أنك لست متدينا .. )
***

الصفحة 177