كتاب جدد حياتك

والصلاة فى الإسلام تعنى شيئين، أحدهما خاص، والآخر عام: أحدهما هذه الوجبات الروحية الموزعة على آناء الليل وأطراف النهار متضمنة أفعالا شتى من قراءة، وتسابيح، وخشوع، وتنزيه، وركوع، وسجود، وقيام، وقعود، وفق ما رسم لها الشارع من صوروهيئات.
وهذه الصلاة ركن فى الإسلام لا يعفى مؤمن من أدائها، وهى لقلبه ويقينه كالغذاء لجسمه.
فمن حافظ عليها صح دينه، وربا إيمانه، وترشح لغفران الله ورضوانه.
ومن تهاون بها مع علمه بحقها وثمرتها تعرض للضياع والهلكة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس صلوات افترضهن الله، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له.
ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ".
أما من أهملها عن جحد واستهانة فهو أقل من أن ينسب إلى إيمان أو يحترم له دين.
وقد تعنى الصلاة الدعاء المطلق.
كلما ساورت الإنسان حاجة، أو أقلقه هم، أو هدده مرض، أو أزعجته أزمة هرع إلى الله يستنجد به ويسأله الرحمة والعافية.
والإسلام مشحون بمئات الأدعية التى أحصت تقريباً كل ما يعرض للإنسان من رغبة، أو يرهب من محذور، أو يستزيد من نعمة.
وقد وضعت هذه الأدعية المفصلة كلها بين يدى الإنسان، ليجأر بها إلى الله كلما جاش بفؤاده شعور.
والجميل أن الله يحب من عبده أن يطلب منه ما يبتغى، وأن يسأله من فضله كيف شاء.
بل إن الله يحذر الإنسان من الاكتفاء بقواه الخاصة.

الصفحة 178