كتاب جدد حياتك

اللهم لك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد، لك ملك السموات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق والساعة حق".
" اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا اله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
ونحن فيما نألف من تجاربنا نرى أن حياة التأمل المحض والمناجاة الحلوة، لا تخلص لصاحبها إلا بعيداً عن الناس، وفى نجوة من لغوهم العريض، وشئونهم التافهة.
ومن ثم فهى لا تعرف إلا لأصحاب الأبراج العاجية، والصوامع القصية من الأدباء المترفعين، أو العباد المنقطعين.
والحق أن للجماهير ظلالا كثيفة، ومطالب وأهواء لا تنتهى.
وقلما يبصر نفسه من يلقى بنفسه فى غمارهم الموار.
إلا أن الدارسين لحياة النبى العظيم "محمد" صلى الله عليه وسلم يرون فى مسلكه ما يخالف هذه العادة المأثورة عن بعض الممتازين من الناس.
فهو قد عالج من قضايا المجتمع ومشكلات الأفراد، وأحوال الأصدقاء والخصوم، ودقائق الحرب والسلم، وبلا من أطوار النفوس، وتقلب المشاعر، واختلاف الأفهام ما لم يتح مثله لبشر آخر.
ومع ذلك فإن صفاءه النفسى، وتوقده العقلى لم تشبهما شائبة.
كان يترك أثره العميق فى الآخرين، ولا يتأثر هو بما فى نفوسهم من ضيق وانحصار.
إنه موجة يدفع ولا يندفع.

الصفحة 187