كتاب جدد حياتك

إن وقائع الحياة أعتى مما نتمنى؟ ودسائس الحاقدين ومكايدهم ومؤامراتهم لا تنتهى حتى تبدأ.
وهم يصلون فى أحيان كثيرة إلى ما يشتهون من سوء.
وكم من عبقريات مرغتها فى الوحل خصومات خسيسة!!.
إن الحال فى كل زمان تحتاج إلى أمداد سريعة من المساندة أوالعزاء لتعيد إلى الموهوبين ثقتهم بأنفسهم، وتشجعهم على المضى فى طريقهم دون يأس أو إعياء.
وذلك لكثرة ما يصيبهم من تعويق المثبطين وإيذاء الناقمين والشامتين.
أجل، إنهم فى حاجة لأن يقال لهم: لاتأسوا، فإن ما تتوجسون من نقد أوتجاهل هو كفاء ما أوتيتم من طاقة ورسوخ.
قال "ديل كارنيجى": (كثير من الناس يجدون تشفياً فى اتهام شخص يفوقهم ثقافة أومكانة أونجاحاً، مثل ذلك أننى تسلمت رسالة من سيدة تصب فيها جام نقمتها على "جنرال وليم بوث " مؤسس "جيش الخلاص ".
وكنت قبل ذلك قد أذعت حديثا فى الراديو أمتدح فيه الرجل وأثنى على جهوده.
وقد كتبت إلى هذه السيدة تقول: " إن الجنرال بوث اختلس ثمانية ملايين دولار من المساعدات التى جمعها للفقراء والمساكين .. " والحق أن التهمة سخيفة، وهذه المرأة ما كانت تستهدف الواقع، وإنما كانت تبغى النيل من رجل عظيم، رجل أرفع منها بمراحل.
وقد ألقيت برسالتها فى سلة المهملات، وحمدت الله على انى لست زوجا لهذه المرأة.
! فإن الرسالة لم تزدنى علماً بالجنرال "بوث " كما تبغى كاتبتها، وانما زادتنى علما بالكاتبة نفسها، فكما قال "شوبنهاور": ذوو النفوس الدنيئة يجدون المتعة فى البحث عن أخطاء رجل عظيم.
قال: وقلما يصدق المرء أن رئيسا لجامعة كبرى يمكن أن يسلك فى عداد ذوى النفوس الدنيئة.

الصفحة 190