كتاب جدد حياتك

ولكن المدير السابق لجامعة "ييل " وهو "تيمونى داويت " وجد متعة كبيرة فى سوق الاتهامات المغرضة المكذوبة ضد الرئيس "توماس جيفرسون " العظيم، محرر وثيقة الاستقلال!).
* * * *
إن "مدير جامعة" منصب علمى جليل، وجدير بمن يلونه أن يكونوا آيات فى النبل والسمو، لا قادة لحملات التضليل والافتراء ولكن الروابط مفكوكة بين كبر الوظائف وكبر النفوس.
وكم بين كبار الموظفين من رجال تصرفهم الأثرة وحدها، ويُضريهم الاستعلاء وتنازع السلطان واجتياز المنافع واسترضاء الأتباع!.
أما الصور الكالحة للحسد، الطامسة للحق، المرهقة للضمائر، فهى بين أولئك الكبراء فى مناصبهم، المرموقين بالتجلة والاحترام فى أغلب الأحيان.
ومنذ أربعة عشر قرنا ظهر "محمد بن عبد الله " فى العرب.
وكان أصحاب الرياسات الدينية المبجلة من الأحبار والرهبان قد أحسوا نبأه، والتفوا به ليستوثقوا من صدق دعوته وصحة رسالته.
ولم يحتج الأمر إلى طول تمحيص، فسرعان ما أيقن القوم أنهم أمام رسول من رب العالمين، يجب أن يؤمنوا به، وأن ينضموا إليه.
بيد أنهم طووا أنفسهم على هذه الحقيقة، وكرهوا- عن تجاهل لا عن جهل- أن يذكروها بلة أن ينشروها!! (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون).
ولم ذلك الكتمان؟ حفيظة ذوى النفوس الدنيئة عندما تلمح دلائل العظمة والمجد قد ساقتها الأقدار إلى إنسان!!.
هو الحسد .. !
ولست أعرف منظرا أشوة ولا أقبح من كاهن أو واعظ يتحدث عن الله بلسانه، ومن وراء أرديته الفضفاضة ووظيفته الدينية نفس ترتع فيها جراثيم الأنانية الصغيرة والتطلع الخسيس.

الصفحة 191