كتاب جدد حياتك

ثم يجتمع عليه المتنافرون، ليشلوا دعوته، ويحبطوا رسالته!!.
وقد كان الله قادراً على أن يجعل عيسى واحداً من علماء اليهود، ولكنه ترك بيئتهم تغلى بأحقادها وبتنازعها على الرياسات والمطامع، ثم جعل كلامه على لسان طفل، ينطقه الوحى وهو فى المهد، لعل الكهان الشيوخ يتعظون!!.
و"ديل كارنيجى" يفضح بعض خبايا هذه الغيرة الشخصية بقوله: (فى سنة 1862 كسب الجنرال "جرانت " لجيوش الشمال ـ فى الحرب الأهلية الأمريكية ـ معركة حاسمة، وبهذا غدا معبود الجماهير فى يوم وليلة وتجاوبت أصداء هذا النصر فى أوروبا نفسها.
ولم تكد تمضى ستة أسابيع على هذا الفوز حتى فبض على "جرانت " وانتزع جيشه منه.
وبكى القائد المقهور من فرط الإذلال واليأس كما يبكى الطفل، لكن لماذا قبض عليه؟ لأنه أثار حسد رؤسائه، وأهاج غيرتهم …).
***
إن النجاة من ظلمات الحياة ومظالم الناس وأحقادهم ليس بالأمر السهل.
لابد لها من أضواء يبعثها رب الفلق الذى يستطيع وحده أن يمحو آية الليل بآية النهار!.
وقد أمرنا الله أن نستعيذ به من شرور الحاسدين، كما نستعيذ به من شر الليل الغاسق، ومن صنوف الأذى كلها، سواء حملتها هامة أو دابة أو إنسان.
(قل أعوذ برب الناس* ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة و الناس).

الصفحة 193