كتاب جدد حياتك

ولو أننى سمعت اليوم واحدا يسبنى لما حولت نظرى إليه لأعرف من عساه يكون).
والجملة الأخيرة تشبه قول الشاعر العربى فى تجاهل السفهاء:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا … لأصبح الصخر مثقالا بدينار
إن أصحاب الحساسية الشديدة بما يقول الناس، الذين يطيرون فرحا بمدحهم، ويختفون جزعا من قدحهم؟ هم بحاجة إلى أن يتحرروا من هذا الوهم، وأن يسكبوا فى أعصابهم مقادير ضخمة من البرود وعدم المبالاة، وألا يغتروا بكلمة ثناء أو هجاء، لو عرفت دوافعها ووزنت حقيقتها ما ساوت شيئاً.
وقتها تساوى شيئا ما، فلماذا يرتفع امرؤ أو ينخفض تبعاً لهذه التعليقات العابرة من أفواه المتسلين بشئون الآخرين؟!.
إن أحسن ما قيل فى إدراك الجماهير للصواب هو ما جاء فى الآية الكريمة:
(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون).
وقد وجد الكاتب الأمريكى نفسه مضطرا إلى الانصياع لهذه الحقيقة فقال: (لقد اكتشفت من سنوات أننى وإن عجزت عن اعتقال ألسنة الناس حتى لا يطلقوها فى ظلماً وعدوانا، إلا أنه وسعنى أن أفعل ما هو خير من هذا. أن أتجاهل لوم الناس ونقدهم .. ).
ويقول: (إننى أعلم علم اليقين أن الناس لا يشغلهم التفكير فى زيد أو عمرو أكثر من لحظات، فهم مشغولون بالتفكير فى أنفسهم منذ يفتحون أعينهم على اليوم الجديد حتى يأوون إلى مضاجعهم، وأن صداعاً خفيفاً يلم بهم لهو كفيل أن يلهيهم عن خبر موتى أو موتك .. ).
أجل، هذه حقيقة الناس الذين نهتم بأحكامهم علينا ونحسب لرضاهم وسخطهم ألف حساب.

الصفحة 197