كتاب جدد حياتك

ولذلك يقول " لنكولن ": لو أننى حاولت أن أقرأ فقط لأرد على ما وجه إلى من نقد، لشغل هذا وقتى كله، ولعطلنى عن أعمالى!!.
لكننى أبذل جهدى فى أداء واجبى، فإذا أثمرت جهودى فلا شىء من النقد الذى وجه إلى يهمنى بعد ذلك، إنه سيختفى من تلقاء نفسه.
أما إذا خاب مسعاى فلو أقسمت الملائكة على حسن نيتى ما أجدانى هذا فتيلا، حسبى فيما يتصل بآراء الناس أنى أديت واجبى وأرضيت ضميرى).
وبديهى أن المرء يلوذ بهذا الاستعلاء والاستغناء إذا دهمه سيل من هزات الحاسدين واتهامات الحاقدين، وكان الحق معه.
أما الانتقاد الصحيح لما وقع فيه من أخطاء، أو الاستدراك على ما فاته من كمال؟ فيجب أن نقبله على العين والرأس.
ولو كان النقاد مدخولى النية، سيئى القصد.
فسوء نيتهم عليهم وحدهم، وخير لنا أن ننتفع بما أجراه القدر على ألسنتهم من تصويب.
ومن يدرى؟ لعل ذلك الانتفاع يكون أغيظ لنفوسهم المريضة.
والعاقل يتسمع ما يقوله أعداؤه عنه.
فإن كان باطلا أهمله فورا ولم يأس له.
وإن كان غير ذلك تروى فى طريق الإفادة منه.
فإن أعداء الإنسان يفتشون بدقة فى مسالكه، وقد يقفون على ما نغفل نحن عنه من أمس شؤوننا.
وقديماً قيل: رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبى، فمن أهدى إلينا عيوبنا قبلنا هديته فى الحال، ثم سارعنا إلى إصلاح ما بطن وما ظهر من نفوسنا، حتى لا يبقى مجال لشانئ، أو فرصة لناهز.
* * * *

الصفحة 199