كتاب جدد حياتك

بحذافيرها ". إنك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها فى يديك فاحذر أن تحقرها.
إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد قوى تتيح للعقل النير أن يفكر فى هدوء واستقامة تفكيرا قد يغير به مجرى التاريخ كله، بله حياة فرد واحد.
إن هذه النعم الميسرة ضمان كبير لصاحبها كى يقطع من الزمن فترة كاملة الإنتاج، مطردة السير، مُراحة من العوائق والمثبطات .. والحق أن استعجال الضوائق التى لم يحن موعدها حمق كبير، وغالبا ما يكون ذلك تجسيدا لأوهام خلقها التشاؤم، ولو كان المرء مصيبا فيما يتوقع فإن إفساد الحاضر بشؤون المستقبل خطأ صرف، والواجب أن يستفتح الإنسان يومه وكأن اليوم عالم مستقل بما يحويه من زمان ومكان.
كان الخليل إبراهيم عليه السلام إذا طلع عليه الصباح يدعو: " اللهم هذا خلق جديد فافتحه على بطاعتك، واختمه لى بمغفرتك ورضوانك، وارزقنى فيه حسنة تقبلها منى وزكها وضعِّفها لى، وما عملت من سيئة فاغفره لى، إنك غفور رحيم ودود كريم ".
وكان يقول: " من دعا بهذا الدعاء إذا أصبح فقد أدى شكر يومه ".
وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلفتنا إلى صحة هذه الطريقة فى تجزئة الحياة، واستقبال كل جزء منها بنفس محتشدة وعزم جديد.
فهو إذا أصبح يقول: " أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا شريك له، لا إله إلا هو وإليه النشور " وإذا أمسى قال مثل ذلك، وقد يدعو: " اللهم إنى أصبحت منك فى نعمة وعافية وستر، فأتمم نعمتك على وعافيتك وسترك فى الدنيا والآخرة". وإذا أمسى دعا بمثل ذلك.
وبعض الناس يستهين بما أولاه الله من سلامة وطمأنينة فى نفسه وأهله، وقد يزدرى هذه الآلاء العظيمة، ويضخم آثار الحرمان من حظوظ الثروة والتمكين. وهذه

الصفحة 20