كتاب جدد حياتك

حاسب نفسك
ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه، وربحه وخسارته.
إلا حياة الإنسان، فهى وحدها التى تسير على نحو مبهم لا يدرى فيه ارتفاع أو انخفاض.
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا، فى إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل وما يترك من حسن أو سوء؟ ويعرف منه بين الحين والحين رصيده من الخير والشر؟ وحظوظه من الربح والخسارة؟!.
لو أننا نخبط فى الدنيا خبط عشواء، ونتصرف على ما يحلو لنا دون معقب أو حسيب لجاز على تفريط وحمق أن نبعثر حياتنا كما يبعثر السفيه ماله، وأن نذهل عن الماضى وما ضم من تجارب، وأن نقتحم المستقبل غير متهيبين خطأ أو خطيئة!!.
فكيف ولله حفظة يدونون مثقال الذرة، ويعدون لنا قوائم بحساب طويل: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا و لا يظلم ربك أحدا).
أما يجب أن نستكشف نحن هذا الإحصاء الذى يخصنا وحدنا؟!.
أما ينبغى أن نكون على بصيرة بمقدار ما نفعل من خطأ وصواب؟!.
الحق أن هذا الانطلاق فى أعماء الحياة دون اكتراث بما كان ويكون، أو الاكتفاء بنظرة خاطفة لبعض الأعمال البارزة أو الأعراض المخوفة، الحق أن ذلك نذيرُ شؤم.
وقد عده القرآن الكريم من الأوصاف البهيمية التى يعرف بها المنافقون الذين لا كياسة لديهم ولا يقين.

الصفحة 200