كتاب جدد حياتك

(أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون).
وعلماء التربية فى الإسلام متفقون على ضرورة محاسبة المرء لنفسه تمشياً مع طبيعة الإسلام، وإنقاذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ".
وقوله: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله ".
وقد كتب هؤلاء العلماء فصولاً مطولة فى المراقبة والحاسبة يمكن الرجوع إليها.
ويرى "ابن المقفع " أن يسجل الإنسان ما يصدر عنه جاعلا الصفحة اليمنى للحسنات واليسرى للسيئات.
وإن كان "ديل كارنيجى" يذهب إلي تدوين السيئات فحسب، على أساس أن المرء يعنيه تلافى أخطائه، والنجاة مستقبلا مما وقع فيه آنفاً.
قال: (فى أحد أدراج مكتبى ملف خاص مكتوب عليه: "حماقات ارتكبتها"!!.
وأنا أعد هذا الملف سجلا وافيا للأخطاء التى وقعت فيها،، وبعض هذه الأخطاء أمليته، والبعض الآخر خجلت من إملائه فكتبته بنفسى.
ولو أننى كنت أمينا مع نفسى لكان الأرجح أن يمتلئ مكتبى بأمثال هذه الملفات المليئة بالأخطاء والحماقات!!.
وعندما استخرج سجل أخطائى، وأعيد قراءة الانتقادات التى وجهتها لنفسى، أحس أننى قادر على مواجهة أقسى وأعصى المشكلات مستعينا بعبر الماضى الذى دونته.
،؟ لقد اعتدت أن ألقى على الناس تبعة ما أواجه من مشكلات.
لكن بعد أن تقدمت بى السن وازدادت حكمتى ـ فيما أخال ـ أدركت أننى وحدى المسؤول عما أصابنى من سوء.
وفى ظنى أن كثيرا من الناس يصلون إلى هذه النتيجة نفسها عندما يدرسون أنفسهم.

الصفحة 201