كتاب جدد حياتك

قال: (ولعل "هاول " قد استعار هذه الطريقة فى "مراجعة النفس " من "بنيامين فرانكلين "، إلا أن الفارق الوحيد بينهما أن هذا لم يكن ينتظر حتى تحل نهاية الأسبوع، بل كان ينصب لنفسه هذه المحاكمة العسيرة كل مساء، وقد اكتشف أن هناك ثلاثة عشر خطاً خطيراً يقترفها على الدوام.
وهذه أهم ثلاثة، منها: تضييع الوقت سدى، الانشغال بالتوافه، والجدال مع الناس على غير طائل.
ورسخ فى ذهن "فرانكلين " أنه ما لم يتخلص من هذه الأخطاء فلن يتقدم فى الحياة شيئاً يذكر.
ومن ثم عمد إلى تخصيص أسبوع لمحاربة كل نقيصة من نقائصه على التوالى، وأفرد سجلا يدون فيه يوماً بيوم أنباء انتصاره على نقائصه أو هزيمته أمامها.
وقد لبث الرجل فى حرب ضد أخطائه أكثر من عامين، فلا عجب أن غدا واحدا من أعظم رجالات أمريكا).
* * * *
والحق أن ترويض النفس على الكمال والخير، وفطامها عن الضلال والشر يحتاج إلى طول رقابة وطول حساب.
إن عمارة دار جديدة على أنقاض دار خربة لا يتم طفرة، ولا يتم عن ارتجال وإهمال.
فكيف ببناء نفس، وإنشاء مستقبل؟!.
أترى ذلك يتم وليد غفلة وذهول؟!.
كلا، لا بد من حساب دقيق يعتمد على الكتابة، والمقارنة، والإحصاء، واليقظة.
فإذا شئت الإفادة من ماضيك، بل من حياتك كلها، فاضبط أحوالك وأنت تتعهد نفسك.
اضبطها فى سجل أمين يحصى الحسنات والسيئات، ويغالب طبيعة النسيان فى ذهن الإنسان.

الصفحة 204